مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة
مقالات مشابهة
غزة اليوم عبور القافلة الإغاثية الحادية عشرة التابعة لبيت الزكاة والصدقات، عبر معبر رفح البري، في خطوة طوقت بالأمل والصمود ودعمتها توجيهات الإمام الأكبر شيخ الأزهر، فتأتي هذه القافلة امتدادًا واضحًا لتضامن الأزهر الشريف مع شعب فلسطين في ظل العدوان والحصار والانهيار الإنساني الراهن.
بدأت القافلة رحلتها الاستثنائية بعد تنسيق دقيق من جانب بيت الزكاة والصدقات، الذي تهيأ بكل جهوده منذ أيام لتجهيز ما يفوق القدرة على التخيّل: أكثر من ألف خيمة مهيأة تمامًا، محملة على متنها آلاف الأطنان من المساعدات الضرورية — بين مواد غذائية ومياه نقية تنتظر من يروي بها عطش غزة — إلى جانب المستلزمات الطبية، والألبان والحفاضات للأطفال، والأدوية، ومواد العناية الصحية. ومع هذا الزخم الإنساني، جاءت هذه القافلة إشادة بالتصميم على دعم الأسر المفجرة معاناتها، وردّ الاعتبار للإنسانية في مواجهة الاحتراب.
المشهد لم يقتصر على التحميل والنقل فقط، بل تضمن أيضًا اهتمامًا دقيقًا بالفئات الأكثر هشاشة: الطفولة والنساء وكبار السن، الذين وجدوا في هذه القافلة فسحة أمل وسط موجة الألم والعطالة. وفي قلب الملف الإنساني، كان الموقف الحازم للإمام الأكبر أحمد الطيب حاضراً، بإيعازاته العاجلة لاستئناف القوافل، ليتحول الدفء الإيماني إلى رسائل عملية، تمدّ ما يمكن أن يزوّد الناس بمحبة الفعل واليد التي تداوي.
كما جاء هذا العبور ضمن إطار حملة دولية أوسع تحت عنوان «أغيثوا غزة»، التي قادها الأزهر، داعيًا العالم إلى الوقوف مع غزة بقوله: “جاهدوا بأموالكم.. وانصروا فلسطين”. تلك المبادرة امتزج فيها العام بالخاص، واستجاب لها دعم دولي واسع من حوالي أكثر من ٨٥ دولة على الأقل، رفدت القافلة بروح التضامن الجماعي والإنساني.
وبوصولها إلى غزة، لا تكتفي القافلة بكونها مجرد شحنة مساعدات، بل ترسم بيانًا جديدًا للفضيلة الإسلامية والوصية الأخلاقية، فتدعو إلى التغير والتغليب على الحسابات، وتعيد غزة بسماءها المغطاة بالحزن ولوحات الدمار إلى دائرة الحياة والكرامة، حتى وإن كانت في لحظات تمرّ كأنها بديل عن الرغيف المفقود.
