[ad_1]
كتب- أيمن محمد:
إذا سألت أي شخص ينتمي للأهلي عن السؤال الذي يؤرقه في تلك الأوقات، فسيرد عليك:
هل سيبقى لاسارتي أم سيرحل؟
الحقيقة أن مناقشة ذلك تتطلب معرفة أين كان الأهلي، وأين وصل، وهل يتوقع أن يستخدم المدير الفني الجديد نفس الأسماء أم لا، وهل يستحق البدلاء فرصًا أم أن لديهم تقصيرًا؟!
أشياء عديدة ستعرف إجابتها في السطور الآتية:
الأهلي أمام (اطلع بره) كان في نزهة قبل أن تبدأ المباراة، ولكن هل هذا معناه الاستهتار بالمنافس أيا كان اسمه خصوصا أن المفاجآت واردة وحدثت مع أندية مصرية قبل ذلك أمام فرق متواضعة؟ وحتى إن كانت المباراتان ستقامان في أرض مصر.. لا داعي أبدا للاستهتار.
أفضل المباريات التي تختبر فيها قدراتك كمدرب هي المباريات التي تتسم بالطابع الرسمي أمام منافس أقل منك كثيرا ونفسيا أنت دون ضغوط.. والطبيعي في ذلك أن يتم إشراك المجموعة الأساسية واختبار البدلاء الأقرب للمشاركة، وليس القادمين من جلسة التفاوض إلى دكة البدلاء.
لا أعرف مدى جاهزية متولي وديانج وأفشة للدخول مباشرة في القائمة الأساسية، ربما لو كان المنافس أقوى وأنت تحتاج لعناصر جديدة لظروف إصابات سيكون من السهل دخول الصفقات فورا، وهو ما يحدث غالبا في صفقات الشتاء.
إذا نظرت لتشكيل الأهلي ستجد أن ربيعة عاد كما أن ثلاثي الهجوم خلف أزارو من صفقات الشتاء إضافة إلي حمدي فتحي أي أن نصف الفريق من الجدد، فليس من المعقول أن تشرك أي لاعب جديد، دون أن يتعرف على نظام اللعب الخاص بالمجموعة.. ولكن هل يوجد نظام لعب في الأهلي؟
الأهلي مع لاسارتي قدم أداءين مختلفين، الأول بأجايى كرأس حربة والثاني بأزارو كرأس حربة وهنا نستطيع أن نحدد الإجابة للسؤال الذي يؤرقك تجاه لاسارتي.
لاسارتي يري أزارو لاعبا يستطيع خلق فرص (صحيح أنه يقوم بإضاعتها) ولكنه يسجل ويهدر يصنع ويركض يقدم أشياء كثيرة تغفر له.. صحيح أن النظرة للأمور بهذا الشكل ليست المثلي، ولكنها نظرة يتبعها مدربون كبار في العالم.
لكني أري المشكلة ليست في أزارو وحده، بل في أجنحة الأهلي وتحديدا في رمضان صبحي.
رمضان يستطيع المرور من أي مدافع في مصر إذا تواجدت مساحة بسيطة خلف هذا المدافع، ولكن الأزمة أن المنافسين دوما يقومون بتوجيه المسّاك الأيمن جهة الظهير الأيمن لغلق تلك المساحات علي صبحي.. أمر شبيه إلي حد ما مع ما يقوم به منافسي ليفربول مع محمد صلاح.. الأمر تطلب شهورا ليورجين كلوب حتى يجد علاجا تكتيكيا لتلك الأزمة بإعادة هندرسون لمركزه القديم.
نظام اللعب في الأهلي الآن يجعل من الأجنحة مجرد (نقطة كمين) حتى تنطلق أظهر الأجناب.. ربما حسين الشحات رويدا بدأ يلعب دورا أشبه بدور الظهير المهاجم والاستفادة من تحويل مسار اللعب من اليسار لليمين مرة واحدة، وهو ما جعله يسجل من لمسه واحدة أمام المقاولون بتمريرة صالح جمعه، أو يصنع لأزارو كما صنع بالأمس. ولكن هذا الدور لعبه أزارو ولعبه السولية أمس.. كيف ذلك؟
ليس مطلوبًا من جناح أي فريق أن يصنع عرضيات فقط، لا بد أن يكون مؤثرا في (سيستم اللعب)، فليس من الطبيعي أن تظل كل مهمته الوقوف على الكرة لحين عمل الـover lab من قبل ظهير جبهته.. الجناح إما أن يتخطى الظهير المنافس بسرعته أو بمهارته ولكنه في كل الأحوال يجب أن يتخطى المدافع لأن نجاحه في ذلك يساوي 50% من الهدف.
في ركلة الجزاء التي تسبب فيها السولية (أزارو من قام برفع الكرة) وفي كرة الهدف الثالث كان السولية هو من يقوم بإرسال الكرة العرضية لأزارو.. أمور واردة في كرة القدم ولكن أدوار الأجنحة يجب أن تتغير.
هاكَ مثالا.. رمضان يقف على الكرة وينتظر معلول الذي بدوره ينطلق كالسهم ويرسل عرضية داخل منطقة الجزاء.. من سيتواجد في المنطقة؟ أزارو! صالح ربما، حسين الشحات نادرا، السولية أو حمدي قلما.. أماكن توزيع اللاعبين تقلل من فرص التهديف المحققة وعددهم ونوعيتهم أيضا وبالتالي يصل الأهلي لمنطقة جزاء المنافس، لكن دون خطورة.
بالتالي أنت تحتاج أحد ثلاثة حلول لعلاج أزمة رمضان، الأول أن تجعل السولية أو صالح يخترق خلف الظهير الأيمن للمنافس ولكن رمضان لا يسدد غالبا من الخارج بالقدم العكسية، أو أن يقوم رمضان بالانضمام للعمق واستغلال قوته البدنية في حماية الكرة ويصبح شبه مهاجم جهة الأطراف.. أو أن يقف أزارو جهة المساك الأيمن في محاولة لإيقافه وشخصيا أفضل حلا رابعًا.. مشاهدة أكثر من بديل لصبحي.
هذا هو أفضل ما فعله لاسارتي أمس.. أفضل (حافز) في وجهة نظري للتطوير هو شعور اللاعب بأنه يمكن أن يفقد مكانه الأساسي وكما استخدم الأوروجوياني ذلك المبدأ مع رمضان ومع ثلاثي خلف المهاجم للأهلي واستبدل بهم تباعا أجايي وجيرالدو وأحمد الشيخ.. يمكن أيضا أن يستخدم ذلك (الحافز ) مع أزارو نفسه.
بمعني أني كنت أفضل خروج أزارو عند التغيير الثالث مع استعادة أجايى في مركز رأس الحربة لتجربة لعبة ال LOADING &ISOLATION في الوسط ثم الأطراف وقتها ستجد الأجنحة او لاعبي الوسط في مواجهات فردية مع حارس المرمي (تذكر مباراة الأهلي أمام سيمبا بالقاهرة).
سيمبا لا شك أقوى على الأقل 10 مرات من (اطلع بره) والأهلي وقتها سجل خماسية في شوط واحد وبأداء مقنع أكثر، والفضل في وجهة نظري وقتها يعود لأجايى ونيدفيد وإذا كان الأهلي يفتقد الآن للاعب الأقرب لمواصفات نيدفيد أو محمد محمود فجزء كبير من تحسين شكل الفريق عندما يشترك أجايى كرأس حربة.. أجايى ربما لن يخلق سباقات سرعة مع المدافعين مثلما يفعل أزارو ولكنه بالتأكيد سيخلق فرصًا أكثر لزملائه.
تجربة أحمد الشيخ الذي كاد يحتل مركزا أساسيا قبل إصابة أبعدته كثيرا مهمة جدا وفي رأيي أهم من متولي أو أفشة أو ديانج، خصوصا أن (اطلع بره) لم يهدد مرمي الأهلي وبالتالي لن تجد متولي يقدم دور نيستا، ولا ديانج سيتحول إلى ماكليلي، ربما أفشة من سيقدم لمسات، ولكن ما ينقص الأهلي هو اللمسة الأخيرة.
لذلك منطقيا أرى أن حسم مباراة الذهاب هو الأفضل قبل البدء في تجربة عناصر أخرى، تعامل أحمد الشيخ مع الكرة في أماكن ضيقة وتعديل وضعية جسده ووجوده بالقدم اليسرى جهة اليمين وهو الأمر النادر في الأهلي باستنثاء (القيدوم) وليد سليمان ومحمود وحيد.. تسديدة أجايى في العارضة من لمسة واحدة مع محاولات جيرالدو.. بدلاء خلقوا تنافسًا حقيقيًا في مراكز يحتاجها الأهلي قبل الدفاع والوسط.
الأهلي حتى مباراة فيتاكلوب في كينشاسا كان بوجه وبعده بوجه آخر.. مشكلته في التسجيل وليست في الصناعة أو في حماية المرمى، وأيمن أشرف في رأيي واحد من أفضل اللاعبين تكتيكيا الذين يجب أن تعتمد عليهم في المباريات المحلية والأفريقية داخل أرضك.
أزارو احتل مكانًا أساسيًا مع البدري وكارتيرون ولاسارتي، لذلك علي البدلاء أن يقدموا أكثر ما بوسعهم انتظارا لنيل فرصة متكررة تغير من قناعات المدير الفني، أو أن يكون لديك واحد مثل (كارليس بلانشيرت) كي تعتمد عليه بشكل أكبر في معرفة المنافسين والأفضل للفريق.
الشيخ طه إسماعيل، عضو لجنة التخطيط في الأهلي، محلل قناة أون سبورت كان غير راضٍ عن الأداء والكاميرا في أرض الملعب أظهرت نفس الانطباع على وجه بيبو في المدرجات.
أخيرا.. كي تتجنب إدارة الأهلي أية مخاطر عليها بعقد جلسة مع لاسارتي، مدتها 45 دقيقة فقط ليشاهدوا الشوط الأول من مباراة سيمبا، ثم يقدمون ورقة صغيرة لمارتن مكتوبًا فيها: نريد هذا الأداء مرة أخرى.. وأصدقكم القول هذه الأشياء التي تبدو بسيطة تغير الكثير من عقليات المدربين الأجانب.
Source link