حكمت محكمة ثورية في إيران على الكاتب الساخر كيومارس مرزبان، بالسجن لمدة 23 عاماً و9 أشهر، بالإضافة إلى المنع من السفر وحظر النشر لمدة عامين، لاتهامه بالإساءة للمقدسات والنظام والمرشد الأعلى، لكتاباته التي تنتقد سياسات الحكومة.

وقال محمد حسين أغاسي، محامي مرزبان لموقع “إيران واير” الإخباري، إن موكله المحتجز منذ سبتمبر 2018، يجب عليه قضاء 11 عاماً على الأقل من مدة عقوبته.

وأضاف: “موكلي ليس مذنباً ولم تكن لديه نوايا شريرة في كتاباته التي أدت إلى هذه العقوبة القاسية والسجن 11 عاماً تتعلق باتهامه بالنشاط لصالح حكومة معادية أي الولايات المتحدة. كما تم اتهامه بالتآمر على الأمن القومي رغم أن المحكمة برأته من هذه التهمة”.

وأشار أغاسي إلى أن مرزبان لم يسافر قط إلى الولايات المتحدة، ولم تكن لديه أي صلات مع أي جهة أميركية.

ويشمل الحكم على الناقد الساخر البالغ من العمر 28 عاماً، “السجن لمدة سبع سنوات وستة أشهر بتهمة “إهانة المقدّسات، وثلاث سنوات بتهمة إهانة المرشد علي خامنئي، ومدة سنة ونصف لنشره دعاية ضد الحكومة وتسعة أشهر لإهانة السلطات الإيرانية”، وفق قرار المحكمة.

وأكد المحامي أغاسي أن الأحكام الصادرة ضد مرزبان تجاوزت الحد الأقصى للجرائم التي اتُهم بارتكابها.

وكان مرزبان قد غادر إيران لأول مرة في عام 2009 حيث كان يعيش في ماليزيا وجورجيا، قبل أن يعود إلى إيران في صيف عام 2017 لرؤية جدته المريضة واعتُقل في 26 أغسطس 2018 من قبل استخبارات الحرس الثوري التي صادرت أغراضه شخصية، بما في ذلك هاتفه المحمول وجهاز الكمبيوتر.

واتهمت وسائل إعلام الحرس الثوري مرزبان في سبتمبر الماضي بالسفر إلى الولايات المتحدة بنية إطلاق شبكة إعلامية مناهضة للنظام الإيراني “بهدف إثارة الناس وخلق اضطرابات وانقسامات في المجتمع”.

كما اتهمته بالعمل مع منظمة “فريدام هاوس Freedom House” الحقوقية ومقرها واشنطن العاصمة، وذلك لاستقطاب الفنانين والمشاهير الإيرانيين إلى قضايا المعارضة.

إلا أن مركز حقوق الإنسان في إيران ذكر أن مرزبان لم يزر الولايات المتحدة مطلقًا ونقل عن مصدر مقرب من الكاتب أنه “بعد مغادرته إيران في عام 2009، عاش في ماليزيا لعدة سنوات وفي جمهورية جورجيا لبضعة أشهر فقط”.

وقال أحد أصدقائه للمركز إن “كيومارس يحب الكتابة، وعلى الرغم من صغر سنه، فقد نضج كثيرًا في السنوات الأخيرة”. وأضاف: “ليس لديه أي تعاطف سياسي مع أي فرد أو مجموعة سياسية وإن شغفه الرئيسي هو الكتابة والمشاركة في الأنشطة الأدبية.. نشعر بالصدمة لاعتقاله”.

ووفقاً للمحامي أغاسي، فإنه عندما سأل المحكمة ما هي تهمة المدعي العام ضد كيومارس مرزبان، أجابوا بأنه يكتب هجاء ضد الحكومة وينشر في وسائل إعلام خارج إيران وكان هذا هو الدليل المستخدم لإدانته”.