وصف قيادي كردي بارز وقف إطلاق النار المُتفق عليه أميركياً وروسياً وتركياً إثر الهجوم العسكري الذي شنّته أنقرة في 9 تشرين الأول/أكتوبر الماضي على شمال شرق سوريا بـ”غير التام”.

وقال شاهوز حسن، الرئيس المشترك لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي”، أحد أكبر الأحزاب الكردية المؤسسة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سوريا، في مقابلة مع “العربية.نت” إن “قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية وافقتا على اتفاقي وقف إطلاق النار بين واشنطن وأنقرة من جهة وموسكو وأنقرة من جهة أخرى، وهذه خطوة مهمة، لكن على واشنطن وموسكو أن تضغطا على أنقرة لحماية هذا الاتفاق وتطبيق بنوده”.

وأضاف القيادي الكردي أن “أنقرة ترغب بتوسيع مناطق نفوذها، بينما تقاومها قوات سوريا الديمقراطية، وهذا يدل على أن وقف إطلاق النار غير تام. يجب على الطرفين الضامنين الضغط أكثر على أنقرة كي تلتزم بالهدنة وألا تسمحا لها باحتلال المزيد من الأراضي السورية”.

وتابع: “كذلك يجب أن يكون هناك حلول تقضي بعودة النازحين إلى مناطقهم التي تحتلها أنقرة، وهذا مطلب شعبي يطالب به الأهالي وسكان المنطقة الذين يريدون أن يتوقف هذا الهجوم، لذلك على واشنطن وموسكو أن تلعبا دورهما في هذا الإطار لاسيما أنهما أبرمتا اتفاقين مع أنقرة”.

وأشار حسن إلى أنه “على شعبنا أن يعرف أننا في حالة حرب وأنقرة تهاجم بدافع الاحتلال، لكن هناك أيضاً مقاومة تاريخية ونحن على أرضنا ويجب أن نكون مستعدين لحمايتها، وهذا ما سيخدم قضيتنا أكثر خاصةً مع التأييد الدولي لشعبنا ومقاومته”، حسب تعبيره.

في سياق آخر، كشف الرئيس المشترك حزب الاتحاد الديمقراطي عن أن هناك “نيّة” لدى حزبه للتفاوض والحوار مع حكومة بشار الأسد في دمشق.

وقال في هذ الصدد: “إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي، ومنذ تأسيسه نقول بوضوح وهذا موجود في برنامجنا السياسي، إننا نناضل من أجل حل القضية الكردية مع قضايا أخرى في سوريا عبر الحوار، وهذا أساس أي نظام ديمقراطي”.

وأشار لـ”محاولات” للتفاوض والتباحث مع حكومة النظام السوري، إلا أنه أضاف: “لكن مازال مبكّراً الحديث عن نتائجها، ونحن أقدمنا على هذه الخطوة لنحمي شعبنا رغم وجود عوائق في الذهنية والآراء خصوصاً لدى الحكومة”.

وأوضح أن “هذه المحاولات الحالية للتفاوض هي لإزالة العوائق بيننا.. ويمكن لروسيا كطرف دولي أن تحدث تغييراً في هذا الخصوص”.

وشدد على أن “موسكو لها تأثير كبير” على النظام السوري “ولديها تنسيق مباشر مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، لذلك تستطيع حماية المنطقة من خلال حلّ المشاكل العالقة عبر المفاوضات، ونحن نفضّل أن يكون هناك حل سياسي خاصة أن موسكو تلعب دوراً إيجابياً من أجل التقدم في هذه المفاوضات”.

وتابع: “إلى أن تصل المفاوضات بيننا إلى مرحلة متقدّمة، ستبقى المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية على حالها، وسيديرها معاً الأكراد والعرب والسريان وغيرهم من خلال مؤسسات الإدارة، وهدفنا من هذه المفاوضات والمباحثات هو أن يتمكن المجتمع من إدارة نفسه بنفسه”.

ومنذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قُلِبت موازين القوى في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، شمال شرق البلاد، إثر الهجوم العسكري التركي واسع النطاق على المنطقة وإعادة تموضع القوات الأميركية في بعض المناطق.

ومنذ ذلك الحين تسعى “الإدارة الذاتية” لشمال سوريا وشرقها إلى الوصول لاتفاقٍ نهائي مع نظام الأسد يمنح الأكراد شكلاً من الحكم الذاتي مع حلفائهم المحليين في مناطق نفوذهم.