[ad_1]
أصبحت دول العالم تتعامل مع تقنية “بلوك تشين” أو “سلسلة الصناديق” بطريقة مثالية، فقد بدأت العديد من الدول في استخدامها في تعاملاتها المختلفة بعيدا عن كونها المُكون الأساسي للعملات الرقمية، وذلك بسبب المزايا الكبيرة للتقنية المفتوحة المصدر وعالية التشفير.
حيث تتميز التقنية بأنها لا تعتمد على نقطة محددة، بل تتسم باللامركزية في التعامل مع المعلومات التي يقوم الأشخاص بإضافتها. فيستطيع كل شخص إضافة المعلومات أو البيانات التي يُريدها في حال كان مسموح له بذلك، لتتحول فيما بعد ضمن صندوق من صناديق السلسلة، وهو ما يجعل من ظهور المعلومة أمرا واضحا وموثقا. كما أن المعلومات تصبح ذات طابع رسمي كليا، كون التقنية لا تسمح بتغيير المعلومات التي تم نشرها سابقا، فالأمر مجرد شيء تراكمي لا يُمكن سحب جزء سابق منه.
يُمكن القول أن مزايا تقنية “بلوك تشين” تعطي الكثير من الشفافية للجمهور والمؤسسات، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم قدرة أي طرف في تغيير المعلومات المُثبتة مُسبقاً، مما يجعل إمكانية التزوير ضعيفة، وبدورها فإنها ستجعل عملية الرقابة أسهل. وهذا بإمكانه أن يشكل ضربة لبعض المؤسسات أو الوظائف المختصة في ذلك، لكن بالرغم من أن الأمر يبدو صعبا للموظفين، فهو أكثر تقبُلا من الجمهور.
كيف تعمل التقنية؟
نظام العمل بسيط جدا، حيث بإمكان أي شخص متواجدة على شبكة بلوك تشين محددة بأن يقوم بإضافة بيانات جديدة، وكل مرة يتم حفظها في صندوق من سلسلة الصناديق الموجودة، وهو ما يُتيح للمتواجدين على الشبكة رؤية البيانات المُضافة. فعلى سبيل المثال؛ عندما تقوم إحدى المؤسسات بتطوير شبكة تعمل بالتقنية لإضافة سجلات محددة، فإن عملية الوصول للسجلات ستصبح سهلة من جميع الأشخاص الذين لديهم إمكانية للدخول للشبكة، حيث بإمكانهم الاطلاع على السجلات والتتابع التاريخي لها، مما يجعل الأمر واضحا للجميع، وهو ما يقلل نسبة التزوير والخداع أيضا.
استخدامات بلوك تشين
بعيدا عن العملات الرقمية، قامت العديد من الدول بإدخال التقنية في المجال الحكومي والمؤسساتي، لا سيما في الإمارات العربية المتحدة، وبالتحديد إمارة دبي. حيث أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن الإمارة ستحول 50% من تعاملاتها الحكومية لتقنية لتعمل على البلوك تشين، مما سيُسهم في تخفيض مصاريف 11 مليار درهم يتم صرفها سنويا على التعاملات الحكومية. ويُمكن القول أن هذا الأمر جاء بعد دراسة مُوسعة وشاملة، حيث دشنت الإمارة في وقتٍ سابق مجلس البلوك تشين العالمي بهدف تعزيز الاستفادة من التقنية في عدة مجالات؛ مثل السجلات التجارية، النظام المالي، النظام الصحي، والسجلات المدنية بمُختلف أنواعها.
وبعيدا عن الإمارات، فإن الحكومة الجورجية طرحت تطبيق خاصة مبني على التقنية لتوثيق عملية شراء وبيع الأراضي، مما يجعل الأمر يتم بشكل مباشر بين الأطراف دون الحاجة للإجراءات التقليدية للتسجيل من خلال المؤسسات المعنية. والأمر شبيه بشكل أو بأخر مع استونيا، حيث طرحت الحكومة نظام مبني على التقنية للتصويت الاليكتروني وتسجيلات المواطنين، وهو ما يجعل أي مواطن استوني قادرا على الدخول إلى الشبكة عبر رقم هويته الخاص والتصويت، وهذا سيجعل من المستحيل التصويت برقم مزور وغير مُسجل لدى الحكومة، لأن النظام سيرفضه مباشرة.
خاتمة
الحديث عن هذه التقنية لا ينتهي، ولكن توضيح الفكرة حول ما يُمكن أن تقدمه شيء إيجابي. حيث أنها تُعطي أكثر بكثير من العملات الإليكترونية مثل بتكوين والتي يعتقد البعض أنها نفسها تقنية البلوك تشين. إلا أن البلوك تشين أوسع من ذلك، والعملات الإليكترونية مجرد تطبيقات تستعمل التقنية في تركيبها، كما هو الحال مع الأنظمة التي ستبدأ دبي ببنائها مثلا.
[ad_2]
Source link