[ad_1]
في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
إن كنت متابعا للسوشيال ميديا ستجد هلع أصاب الجميع بسبب تعادل الأهلي مع رابع المجموعة رغم احتلال المارد الأحمر للمركز الثاني وإمكانية الفوز الطبيعي على النجم الساحلي بالقاهرة وكذا عدم صعوبة التعادل مع الهلال السوداني فيما رأيناه من مباريات للفريق وسعي زعيم السودان للفوز في كل الأحوال.
ربما تحسم الجولة القادمة مصير الأهلي بالصعود للدور المقبل في حالة فوز بلاتينيوم علي الهلال السوداني مع فوز الاهلي على النجم.. أيا كانت الحسابات ففرص صعود الأهلي فنيا أكبر بكثير من خروجه.. إذن لماذا القلق؟.
القلق أصاب الجماهير نتيجة تفوق الأهلي الساحق على منافسيه بالدوري ورغم استمرار النتائج العريضة وكان اخرها الفوز برباعية علي وصيف الترتيب (الاتحاد السكندري) إلا أن الجميع مازال يبحث عن الكمال وهو أمر مشروع للجميع ولكنه مستحيل فعليا وإذا أردت أن ترجع لتاريخ مانويل جوزيه اكثر من حصد الألقاب افريقيا مع الأهلي ستجد ان ما أقوله صحيحا.. حسابات المجموعات تظل معقدة حتى اخر لحظة.
لنفرض أن الأهلي فاز بالأمس هل معني فوزه أن بات في أمان ووصل لدزر الثمانية مع فوز النجم علي الهلال بالامس؟ الاجابة لا..
رقميا يستطيع الاهلي والنجم والهلال الوصول لـ 12 نقطة إذا فاز الأهلي أمس وفي حال التساوي يدخل فارق الاهداف إذن سواء فاز الاهلي بالامس او تعادل فإنه يحتاج لأربع نقاط من منافسيه المباشرين للتأهل.. وماذا بعد؟
نحن نتأثر شئنا أم أبينا باللعب في توقيت الثالثة عصرا.. لا يتأثر النجم الساحلي ولا الهلال السوداني فهم يلعبون بالدوري في تلك التوقيتات أو أن طبيعة اجسادهم البدنية تتحمل ذلك مثل الأشقاء في السودان.. أما نحن في مصر لا يلعب الأهلي أو الزمالك عصرا اللهم إلا أسوان وفي بعض الأحيان يلعب الفريقين ليلاً طبقا لحسابات النقل التليفزيوني !.
فنيا الاهلي لا يمر بكارثة او أن أيمن أشرف هو السبب الرئيسي في الاهداف او الفرص التي تهدد الفريق.. الأهلي ظهر بشكل أقل مما سبق فقط لإنه سيطر علي الكرة ولكنه لم يسيطر علي المساحات.
كي تتلاشي ازمة الدفاع وهو ما يلجأ إليه فايلر دوما يلعب الفريق بدفاع متقدم مع تمركز لاعبي خط الدفاع قبيل خط المنتصف وهو ما يسمح للفريق بإكمال الهجوم مع وجود (defensive screen) مكونة من الظهير العكسي مع الارتكاز وبذلك يصبح لدي الفريق سداسي في الهجوم مع رباعي يسانده دفاعيا في ربع مساحة الملعب مع إمكانية زيادة العدد إلي 7 لاعبين هجوميا في حالة صعود الظهير العكسي لإكمال منظومة الهجوم.. ما علاقة ذلك بما حدث للأهلي؟.
فعليا وعلى مدار سنوات أثبت اجايي أنه لا يمكن اللعب كجناح مثل رأس الحربة وإن لعب كجناح سيلعب في القاهرة بشكل أفضل خارجيا ويحتاج للظهور بشكل جيد إلا تقارب المساحات كما قلت لا أن يلعب هو علي حدود منطقة الجزاء للمنافس في ظل تواجد ربيعة وأيمن اشرف في نصف ملعبهم بعد دائرة المنتصف.
قد تظن أن تلك الياردات العشر أمراً بسيطا ولكنها مؤثرة بشكل كبير فنيا.. وهي السبب التي يجعل المسافة بين الدفاع والوسط من جهة والوسط والهجوم من جهة أخرى كبيرة ومع رقعة الملعب المتسعة تصبح الأزمة أكبر لذلك فهناك ما يستلزم أن يبحث فايلر عن منافسيه في أفريقيا وأولها طبيعة الملاعب وتوقيتات المباريات قبل ان يدرس منافسيه فنيا.
الأهلى مني مرماه بهدفين محليا وبثلاثة أفريقيا لا يوجد هدف منهم مسؤول عنه أيمن أشرف بشكل مباشر.. صحيح أن أشرف ليس بالمساك المثالي ولكن من هو متواجد أقل منه على مستوى السرعات وعلى مستوى الإحتكاك المباشر مع المنافس.. متولي يلعب بذكاء أكثر ولكنك تحتاج إلي مساك يلعب بشكل مباشر على المنافسين خاصة في أفريقيا.
في افريقيا تحتاج إلي خطف المنافس بأسلوب مغاير ولكنك لن تنجح إذا لم تصل إلى مرماه وربما تعاني مثلما عانيت أمام أنيمبا 2005 حيث سجلت في الـ4 دقائق الأولى وظللت تعاني حتي الدقيقة 94 وأنت تمتلك جيل العمالقة وورائهم الحضري.. عن ماذا يبحث فايلر؟.
يبحث رينيه عن فرض أسلوبه بغض النظر عن المنافس وعن الظروف وذلك هو أعلى شىء في كرة القدم الإحترافية ولكن في نفس الوقت مازال السويسري يعاني بشدة في مراكز الهجوم مع غياب ثلاثي هجومه المثالي في بداية الموسم (اجايي ورمضان وحسين) مع غياب (حمدي فتحي) في وسط الملعب والذي كان يؤثر دفاعيا في مناطق التغطية الخلفية عند إستقرار الفريق مع مرحلة الدفاع عكس ديانج الذي ينشط أكثر في عمليات التحول من الهجوم للدفاع.
الاستقرار على عودة أجايي لمركز رأس الحربة لحين إستقدام رأس حربة حقيقي للأهلي هو أولى خطوات عودة فايلر للأسلوب القديم بالسيطرة علي وسط الملعب من خلال تواجد رباعي حيث يلعب أجايي دورين في ذلك التكتيك (وهو ما تم التنبيه عليه وقت لاسارتي والاستدلال بمباراة سيمبا التنزاني).
دخول كهربا سيحل بشكل كبير أزمة الجناح الأيسر هجوميا مع غياب رمضان صبحي ولكنها ستظل أزمة دفاعية خاصة في ظل تواجد معلول وهو ما يعني أن يكون ديانج أكثر ميلا في تلك الجبهة من السولية.. ثم يتم توظيف أحد الأجنحة المتاحة (جيرالدو أو الشيخ في الجبهة الاخرى لحين عودة المصابين) أما الحلول الأخري التي تنادي بتواجد أيمن أشرف بدلا من علي معلول ولعب الاخير كجناح فهي أمور حدثت لظروف خاصة جدا أمام المقاصة (مع إستبدال أيمن أشرف بأحمد فتحي) بسبب تواجد جناح معروف عنه المراوغة والمهارة.
الأهلي لا يحتاج سوى إلى إعادة التنظيم والسيطرة على مساحات الملعب كي يمتلك أسلوبه المميز ولكي يفرضه يجب عليه إختيار العناصر التي تؤدي ذلك الأسلوب بإمتياز وليس علي مضض أو إستحياء.
كي تكون منطقيا في الحكم علي فايلر تخيل لو انه رغب في اللعب بثلاثي وسط يميل إلي الدفاع منه إلي الهجوم بمعني اللعب بإرتكاز دفاعي رقم 6 وأمامه إثنين بدور رقم 8 لن تجد سوى عاشور وديانج والسولية أما إن شطحت بخيالك وقمت بتوظيف متولي ستظهر الأصوات الصارخة (لماذا يشترك أيمن أشرف بالدفاع).
أخيرا.. كي تطلب من الأهلي أو أي فريق مصري الفوز دوما بأفريقيا وبالكمال فينا عليك أن تلعب بجماهير محليا حتي يعتاد اللاعبين علي الأجواء ثم تلعب في توقيتات مختلفة حتي تعتاد علي الظروف.. وقبل ذلك عليك ان تطلب من الجماهير ان تذهب للتشجيع دون معوقات وان تتفرغ للتشجيع فقط.. بإختصار المنظومة الجيدة هي من تفرز الفرق القادرة علي المنافسة دوما.
[ad_2]