[ad_1]
حياة كروية تجمدت في الصين وشرق آسيا، مباريات تأجلت وأخرى أقيمت في غياب الجمهور بالأراضي الإيطالية ومنع مصافحة لاعبي الفريقين المتنافسين في الدوري الإنجليزي الممتاز، هكذا وجه فيروس “كورونا” ضربة موجعة إلى كرة القدم حول العالم، قبل أنباء صادمة بظهوره في الأراضي المصرية صباح الجمعة الماضي.
أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان رسمي يوم الجمعة اكتشاف اثنتي عشرة حالة جاءت نتيجتها إيجابية لتحليل فيروس “كوفيد-19” المعروف بفيروس كورونا، بعد مخالطتهم سائحة تايوانية تحمل الجنسية الأمريكية على متن باخرة نيلية كانت متجهة من أسوان إلى الأقصر، قبل أن تؤكد هالة زايد وزيرة الصحة المصرية ارتفاع عدد المصابين إلى 45 حالة في مؤتمر صحفي أمس السبت، مما وضع أجهزة الدولة في حالة تأهب، استعدادًا لأية إجراءات محتملة تشمل حظر التجمعات أو تجميد الأحداث الرياضية.
وتبعًا لإحصاء أجرته جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا 100 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم، واقترب عدد حالات الوفاة بسبب الفيروس ذاته من 3500 شخص، مما دق أجراس الإنذار في العالم أجمع، خشية تطور الأحداث لما هو أسوأ، وخروج انتشار الفيروس الذي انطلق من مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي عن السيطرة.
كورونا يحاصر الكرة العربية
أنباء تأثير فيروس كورونا على منافسات كرة القدم والرياضة بشكل عام أصبحت شيئًا اعتياديًا في الشهرين الأخيرين، حيث بدأ الفيروس المخيف في محاصرة كرة القدم العربية، مما دفع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لقرار مفاجئ مساء الأربعاء الماضي، بإقامة جميع المباريات دون حضور جماهيري، حرصًا على سلامة أسرة كرة القدم حسب وصف البيان الذي أصدرته الجمعية.
بدورها أعلنت وزارة الرياضة السعودية مساء الجمعة الماضي تعليق الحضور الجماهيري في كافة الأحداث الرياضية لأجل غير مسمى، وجاء القرار بناء على توصيات اللجنة المكلفة بمتابعة مستجدات انتشار فيروس كورونا.
أصبحت منافسات الدوري المصري الممتاز مهددة في الموسم الحالي، بعد ظهور الفيروس في الأراضي المصرية، وهو ما دفع “يلا كورة” للتوجه إلى الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي أكد مسؤولوه أن جميع الخيارات واردة خلال الفترة المقبلة، حرصًا على سلامة جميع أفراد المنظومة الكروية المصرية.
وأكد وليد العطار المدير التنفيذي للاتحاد المصري لكرة القدم أن الاتحاد لم يتلق أية إخطارات بشأن تبعات اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا بين المواطنين المصريين، لكنه شدد على الجاهزية الكاملة لأية مستجدات، وأضاف أن الاتحاد المصري يراقب الوضع جيدًا.
وأكمل المدير التنفيذي للاتحاد المصري لكرة القدم قائلًا أن مسؤولي الاتحاد المصري لكرة القدم لن يكون أمامهم سوى الامتثال في حالة صدور توصيات من الجهات المختصة، حرصًا على سلامة الجميع، والتي تفوق أهميتها أي شيء آخر.
أسوان “رد فعل” في الأزمة
نادي أسوان أصبح أكثر الأندية المهددة في الدوري المصري الممتاز، نظرًا لتواجد مقره وملعبه في قلب الأزمة، حيث قررت وزارة الصحة المصرية إجراء فحوصات لمائة وستة وستين شخصًا في مدينة أسوان، كانوا مخالطين لنظرائهم الذين جاءت عيناتهم إيجابية، مما يهدد بإجراءات وقائية مشددة في المدينة الجنوبية خلال الأيام المقبلة.
من جانبه قال مصطفى أمين عضو مجلس إدارة نادي أسوان والمشرف على قطاع كرة القدم بالنادي الجنوبي في تصريحات لـ “يلا كورة” أن ناديه سيمثل “رد فعل” في تلك الأزمة، حيث سيتخذ قراراته بناءً على موقف الدولة المصرية خلال الأيام المقبلة.
وتحدث أمين عن أزمة تأثير ظهور فيروس “كورونا” على ناديه قائلًا: “تلقينا الخبر بالفعل، لكن لضيق الوقت لم نعقد أية اجتماعات حتى الآن، سنمثل رد فعل، وسنتخذ قراراتنا بناءً على موقف الدولة.”
وأكمل عضو مجلس إدارة أسوان: “الفريق في معسكر بالقاهرة منذ يوم 19 فبراير، ومن المقرر أن يستمر في العاصمة حتى 12 مارس الجاري، بالتالي لا توجد أزمات أو شبهات تتعلق بالفريق.”
واختتم أمين حديثه قائلًا: “إذا قررت الحكومة المصرية منح المدارس والجامعات في أسوان إجازة لأسبوعين أو ثلاثة على سبيل المثال، بالتأكيد الأمر سيؤثر على مبارياتنا، ووقتها سيتم اتخاذ القرار المناسب.”
ربما لم تكن المفاجأة “صادمة” بشكل كبير لكرة القدم المصرية، نظرًا لاعتياد المتابعين منذ سنوات على غياب الجماهير في الملاعب المصرية لداوع أمنية، وهو ما يجعل وقع الخطوة الوقائية الأولى المتبعة عالميًا بإقامة المواجهات دون حضور جماهيري هادئًا إلى حد كبير، في حالة اتخاذها خلال الأيام المقبلة.
سلامة المواطنين أولوية في عيون مسؤولي الأندية المصرية
أبدت الأندية المصرية تقبلها لجميع الاحتمالات المطروحة بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بين مواطنين مصريين، حتى لو تطور الأمر لتأجيل مباريات المسابقة، مشددين على أن سلامة مواطني مصر أولوية تفوق جميع الاعتبارات.
زكريا السيد رئيس نادي إنبي الذي ينافس في الدوري المصري الممتاز أبدى ثقته في وعي القيادة المصرية ومراقبتها الأوضاع بشكل دقيق، وأضاف أن القرار المناسب سيتم اتخاذه في حالة تطور الأمور للأسوأ، سواءً بتأجيل مباريات المسابقات المحلية في الموسم الحالي، أو إلغاء المسابقات بشكل كامل.
وأضاف رئيس نادي إنبي في تصريحاته لـ “يلا كورة” أن دولة بحجم مصر لن تنتظر قرارات مؤسسات قارية أو توصياتها من أجل اتخاذ الخطوات الوقائية المناسبة للتعامل مع انتشار فيروس كورونا.
وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” أصدر بيانًا أمس الجمعة، أكد خلاله متابعته باهتمام تطور الأوضاع في ظل ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا في ثماني دول أفريقية هي مصر، المغرب، تونس، الجزائر، السنغال، الكاميرون، نيجيريا وجنوب أفريقيا.
وأضاف البيان أنه تم تشكيل فريق تحت قيادة رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مؤلف من خبراء من مختلف المجالات، وخاصة الطبية، الذين يتحملون المسؤولية الأساسية عن صحة اللاعبين وأفراد أسرة كرة القدم الأفريقية.
وشدد بيان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على أن جميع الخيارات واردة في حالة تطور الأوضاع فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا، بما يشمل إقامة المباريات دون حضور جماهيري، وكذلك تأجيل المباريات أو إلغاء المسابقات.
وتوافق رأي طارق هاشم عضو مجلس إدارة نادي المصري مع رأي رئيس إنبي، حيث أكد أن تأجيل المباريات سيكون واجبًا في حالة انتشار الفيروس، وأضاف أن الدوري المصري الممتاز شهد تأجيلات في أكثر من مناسبة، أبرزها عقب أحداث بورسعيد عام 2012 وأحداث الدفاع الجوي عام 2015 وأكمل أن صحة الجميع تفوق أية اعتبارات.
القلق المصري تزامن مع إجراءات مشددة للغاية واصلت دول العالم اتخاذها خلال الساعات الأخيرة، حيث شهد الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم السبت حظر مصافحة اللاعبين قبل انطلاق المواجهة للمرة الأولى في تاريخه، كما واصلت رابطة الدوري الإيطالي قراراتها الصارمة بعد تأجيل عدد من المباريات خلال الأسبوعين الأخيرين، بإلغاء جميع المؤتمرات الصحفية، بالإضافة إلى حظر مصافحة اللاعبين قبل المواجهات.
لا إجراءات استثنائية في مصر
وكان مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري قد أكد في مؤتمر صحفي مساء أمس السبت أن الحكومة تتابع على مدار الساعة إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد داخل البلاد.
وأضاف رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي: ” لن نتردد في اتخاذ أي إجراءات لحماية المصريين، والأمور مستقرة حتى الآن.”
كما كشف مصدران مسؤولان حكوميان لـ “يلا كورة” أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات تتعلق بتواجد الجماهير في المباريات والأنشطة الثقافية والفنية.
وقال الدكتور خالد مجاهد المستشار الإعلامي لوزيرة الصحة في تصريحات لـ “يلا كورة” إنه لم يتم النظر في اتخاذ أي إجراءات تتعلق بتواجد الجماهير في الفعاليات المختلفة، كما لا توجد أي توصية وردت إلينا من منظمة الصحة العالمية بذلك.
وينتظر المسؤولون عن كرة القدم المصرية تطورات الأوضاع خلال الأيام المقبلة، والقرارات الصادرة من وزارة الصحة المصرية، بناءً على التوصيات التي ستصدر عقب متابعة نتائج التحليلات التي أجريت على جميع المخالطين للحالات التي تم تأكيد إصابتها بفيروس كورونا، والتي كان جميعها من المصريين بمحافظتي الأقصر وأسوان.