[ad_1]
بالرغم من مرور 18 عاما على رحيله إلا أنه مازال حيا في قلوب وجدران النادي الأهلي بقيمه ومبادئه التي توارثتها أجيال بعد أجيال، صاحب مقولة الأهلي فوق الجميع، ولُقب بالمايسترو.. إنه الأب الروحي صالح سليم.
تحل اليوم ذكرى وفاة صالح سليم أسطورة النادي الأهلي، وعند تفكيرك في الحديث عن المايسترو ستجد نفسك أمام مواقف وبطولات لا حصر لها سواء داخل الملاعب أوخارجها.. “حكاوي رمضان” يستعرض 3 جوانب مختلفة في شخصية رئيس الأهلي السابق.
سليم القائد
كان نهائي البطولة العربية للأندية أبطال الكؤوس 1995، وطلب عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في ذلك الوقت من صالح سليم الجلوس في الصف الثاني للمقصورة لإفساح المجال أمام الرئيس محمد حسني مبارك وضيوفه للجلوس في الصف الأول، فما كان من سليم إلا أنه قرر مغادرة الملعب وترك ما وصفه بـ”المهزلة”.
رفض رئيس الأهلي حينها لم يكن لأنه لا يرغب في الجلوس في الصف الثاني ولكن لأن الأهلي هو صاحب الدار ويجب أن يكون في مقدمة مستقبلي الضيوف، وقال مقولته الشهيرة: “الأهلي مش هيشترك في المهزلة دي.. الأهلي هو صاحب الفرح.. ولو عايزنا نقعد في الكراسي الخلفية مش هنحضر أصلاً”.
موقف آخر، في عام 1994 قام حسام حسن لاعب الأهلي بإلقاء القميص على الأرض تعبيرا عن استيائه وقرر الرئيس الراحل وقتها إيقافه وأبلغ مدرب الفريق أنذاك آلان هاريس.
ورغم تلميح المدرب الأجنبي أن ذلك القرار قد يكلف الأهلي خسارة بطولة الدوري، إلا أن المايسترو قال: “لو إيقاف لعيب هيضيع منك البطولة استعد.. عشان هو هيتوقف، ومش مهم البطولة”.
صاحب النصيحة
يروي محمود الخطيب رئيس الأهلي الحالي في إحدى المقابلات التلفزيونية: “كنت ألعب مع فريق تحت 16 سنة وتألقت أمام الزمالك في ذلك الحين، كنت وقتها لاعبا صاعدا في الأهلي وبدأ النادي يعرف اسمي جيدا”.
وأضاف الخطيب: “طلب مني صالح سليم (المشرف على فريق الكرة وقتها) المشاركة مع فريق تحت 21 سنة في نهائي الكأس أمام الزمالك، وكان هناك 80 ألف مشجع تقريبا، لاحظ كابتن صالح شعوري بالتوتر وطالبني بالهدوء كما طلب من الطبيب إعطائي دواء حتى أهدأ قبل خوض المباراة”.
يكمل لاعب الأهلي الأسبق: “هذا الدواء جعلني أشعر بالرغبة في النوم بشكل غير عادي في أرض الملعب، قدمت أداء سئ وأهدرت 4 فرص وخسرنا المباراة”.
وأتم الخطيب حديثه: “بعد عدة أيام التقيت بصالح سليم في النادي، ناداني وقال لي انت لسه زعلان، انت لسه هاتخسر كتير لو زعلت بالشكل ده مش هاتكمل لعب”.
فضل عم رجب
تنوعت حياة صالح سليم بين فن الساحرة المستديرة وفن السينما، فشخصيته الحازمة ووسامته وشعبيته في النادي الأهلي جعلت منه نجما سينمائيا، فلم يكن صالح نجما في كرة القدم فقط، بل لمع أيضًا على الشاشة الفضية، ليصبح أحد نجوم السينما في فترة الستينيات، رغم مشاركته في 3 أفلام فقط وهي “السبع بنات” عام 1961، “الشموع السوداء” عام 1962 و”الباب المفتوح” عام 1963.
لعبت الصدفة دورا بارزا في حياة سليم الفنية، فصداقته بأحمد رمزي وعمر الشريف وفاتن حمامة هي من أدخلته عالم السينما، بجانب شعبيته الكروية التي أراد المخرجين استغلالها.
الشموع السوداء كان التجربة السينمائية الثانية للاعب الذي لُقب بالمايسترو، فكانت البداية عدة مشاهد في فيلم “السبع بنات” أمام نادية لطفي والذي قام خلاله بتمثيل شخصية “نبيل” لاعب سلاح الشيش الذي لقى حتفه في حادث طائرة.
صدفة أخرى جعلت سليم بطلا، فلم يكن صالح هو المرشح الأول لشخصية “أحمد عاصم”، فكان من المقرر أن يقوم بالدور عمر الشريف إلا أنه اعتذر عن العمل ليعرض المخرج عز الدين ذو الفقار الدور على سليم.
وافق لاعب الأهلي على خوض التجربة مرة أخرى، وخضع للتدريبات لمدة 4 أشهر ولكن هذه المرة كانت التدريبات فنية وليست رياضية.
النجاح الكبير الذي حققه “الشموع السوداء” لم يكن متوقعًا خاصة وأنها التجربة الأولى لصالح كبطل، لكن كان هناك سرا وراء النجاح الفني لأسطورة الفريق الأحمر.
السر يكمن في “منديل أبيض” حمله عم رجب عامل البوفيه في البلاتوه، والذي كان سببا رئيسيا في نجاح شخصية “أحمد عاصم”، ولكن أي صدفة جلعت من منديل “أبيض” سبب تألق للرجل الذي طالما عشق الأحمر ودافع عن ألوان قميصه.
يقول عدلي القيعي مستشار إدارة التسويق بالنادي الأهلي خلال إحدى المقابلات التلفزيونية: “ذهبت رفقة صالح سليم وحسن حمدي إلى ندوة في نادي الروتاري، تحدثنا عن مشوار صالح سليم ومواقفه”.
وأضاف: “طلبت إحدى السيدات من صالح سليم الحديث عن تجربته السينمائية وكيف قام بأداء الدور العبقري في فيلم الشموع السوداء”.
يروي القيعي على لسان صالح سليم: “أنا لا عبقري ولا حاجة، وسبب نجاحي عم رجب، الرجل الذي كان يقدم لنا الشاي والقهوة في البلاتوه، تحدثت معه وسألته كيف أقوم بتمثيل دور ضرير، فقال لي رجب يا كابتن صالح أنا سأقف لك وراء الكاميرا في مكان معين وسأمسك منديل أبيض، بص عليه واعمل كل حاجة.. عم رجب هو اللي نجحني”.