[ad_1]
علامة بجثث “قيصر” تعمّق جراح عائلات سورية
تتعرّف عائلات سورية على صور أبنائها القتلى تعذيبا في سجون النظام السوري، والتي نشرها “قيصر” بالآلاف، بواسطة علامات مميزة في وجوههم مكنتهم من القول إن هذه الصورة أو تلك تعود إلى واحد من أفراد الأسرة.
وبحسب ما ينشر من فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك حالة من صدمة عنيفة هزّت آباء وأمهات، وهم يتعرفون على صور جثث أبنائهم المسرّبة. خاصة أنه لم يكن من السهل تمييز هوية جثة من أخرى، لسببين، الأول بسبب التغير الذي طرأ على ملامح الموتى بسبب التعذيب، والثاني بسبب مرور سنوات على التقاط الصورة. الأمر الذي دفع بعدد من العائلات السورية، لإجراء تدقيق مطول للتأكد من أن تلك الجثة تعود إلى ابن لهم.
شامتان على خدّ محمد
وساهمت العلامات المميزة في الوجوه، وتسمى في سوريا “علامات فارقة” بتمكين أسر سورية من التحقق من صور جثث أبنائهم القتلى تعذيبا في سجون النظام السوري. مأساة أخرى يعيشها الآباء والأمهات لحظة تأكدهم من هوية جثث أبنائهم، وهم الذين كانوا يحلمون برؤيتهم ولو للحظة واحدة، وبعضهم كان يتأمل فقط لو يعرف مصير ابنه، حيا أو ميتاً. بحسب فيديوهات نشرها حساب باسم المركز الإعلامي العام MMC لآباء وأمهات تعرفوا على صور أبنائهم، من بين آلاف صور “قيصر” المسربة، في الساعات الأخيرة.
وتعرّف إسماعيل محمد الخاني على جثة ابنه محمد، من بين صور “قيصر”. بحسب كلامه، دقق كي يتأكد، ومن خلال علامة فارقة في وجه ابنه، وهي شامتان على خده، تأكد من أنه هو. صدم الأب الذي سبق له وفجع بمقتل ثلاثة من أبنائه على يد جيش النظام، إلا أن تأثره بابنه محمد القتيل تعذيباً، فاق تأثره بمقتل أولاده الآخرين، بسبب “التعذيب” الذي “ذاقه” بحسب قوله، مؤكدا أن ابنه كان إنسانا بسيطاً، لكنهم اعتقلوه في إدلب “بتهمة جاهزة” ونقلوه إلى دمشق، وكانوا يخضعونه للتحقيق من السادسة مساء حتى الثانية عشرة ليلا، ثم يلقون به بين زملائه في السجن، مغطى بالدماء التي يقوم بعض المساجين بمسحها عن جسده. بحسب قول الخاني.
شامة تحت حاجب حسن
عائلة سورية أخرى، فجعت إثر تأكدها بموت ابنها تعذيبا في سجون النظام، وساهمت العلامة الفارقة بتمكينهم من التحقق من هوية الجثة المتناثرة بين آلاف صور الجثث. وظهرت أم حسن، في فيديو هي وعائلتها لتتحدث عن تحققها من صورة جثة ابنها.
وقالت شقيقة حسن، إنهم عجزوا عن التصديق بأن هذه الصورة تعود لأخيهم، إلا أنه من خلال علامتين فارقتين، تحققوا من هوية الجثة، وهما ضربة تحت الأنف، وشامة تحت الحاجب، بحسب كلامها. الشامة كانت دلالة حُسن، عند السوريين، إلا أنها أصبحت الآن، مجرد دلالة على هوية الجثة المقتولة، تعذيباً.
وحسن اعتقل في اللاذقية المتوسطية، ونقل إلى دمشق، وبحسب كلام أبيه المفجوع، فقد تعرضوا لمحاولات ابتزاز سابقة من أجل الإفراج عن ابنهم أو حتى معرفة مصيره، وتبين أنها كانت محاولات للنصب عليهم. وذكر الأب أنه كان سينقل ملكية شقته التي يملكها، لشخصين زعما تقديم مساعدة له بخصوص ابنه، إلا أنهما كانا يكذبان، بحسب كلام الأب.
جثث واضحة الهوية
وسط غابة من صور الجثث التي نشرها “قيصر” يعاني آباء وأمهات سوريون، ما لا يمكن وصفه من المشاعر القاسية، بحسب كلامهم. ذلك أن بعض صور جثث الأبناء، تبدو واضحة تماما، ولا تحتاج علامات فارقة لتمييزها. كما حصل مع عائلات من حي “الوعر” في محافظة حمص. حيث تم التعرف على هوية جثة تامر نسب ومحمد حميد العيسى وآخرين. وأكدت عائلات أخرى في محافظات سورية عديدة، هوية جثث أبنائها، من بين صور قيصر، وتحولت المأساة السابقة إلى مأساة جديدة، حلت بآلاف السوريين الذين يتملّون صور الجثث، ليعثروا في إحداها، على صورة ابن لهم، كما سبق وحصل مع ياسمين مشعان التي تعرفت على الفور على صورة جثة أخيها، عقبة، والذي اعتقله النظام سنة 2012 وتأكدت من مقتله تعذيبا سنة 2015.
أكثر من 130 ألف معتقل في سجون الأسد
ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن النظام السوري اعتقل منذ عام 2011، أكثر من 130 ألف معارض لنظامه، قتل أكثر من 14 ألفاً منهم، تعذيباً. وفيما ينكر النظام السوري مقتل معارضيه تعذيبا في سجونه، ويقوم بإرسال شهادات وفاتهم إلى سجلاتهم المدنية، على أنهم ماتوا نتيجة “أمراض” جاءت صور “قيصر” لتنقض مزاعمه، خاصة أن الصور تعود إلى أكثر من 7 سنوات، والنظام، لم يعترف حتى بـ”وفاة” الآلاف من المنشورة صور جثثهم.
وسبق ووصفت منظمة العفو الدولية، أحد سجون الأسد، بالمسلخ البشري عام 2017، في تقرير وثقت فيه مقتل الآلاف تعذيبا، وإعداما جماعيا، بوصفها، أو بالإهمال الطبي المتعمد المفضي إلى الموت.
ويخضع النظام السوري، ومنذ 17 من الشهر الجاري، لعقوبات أميركية واسعة جاءت تنفيذا لقانون “قيصر”، أدرج بشار الأسد وزوجته وشقيقه ماهر وشقيقته بشرى، في لائحتها الأولى. و”قيصر” هو اسم مستعار لعسكري سابق انشق عن جيش النظام، عام 2013، وحمل معه أكثر من خمسين ألف صورة مروعة لضحايا التعذيب في السجون السورية.
وأخضعت الإدارة الأميركية، صور “قيصر” المروعة، للفحص التقني، وتم التحقق منها بالكامل، فعرض مشروعا لمعاقبة الأسد ونظامه وداعميه، تحت اسم قانون “قيصر” وأقرّ نهاية العام الماضي، ثم دخل حيّز التنفيذ، أواسط الشهر الجاري.
إعلانات
الأكثر قراءة
-
بصور “فاحشة” الثراء.. هكذا استغل هاشبابي صيد ضحاياه
-
فيديو مرعب.. يعلم طفلته السباحة فباغتته غارة تركية
-
“قنبلة الحوثي” الموقوتة.. وثائق وصور تكشف هول الكارثة
-
جديد جريمة هزت مصر.. القاتل بالجنازة ودليل على الاغتصاب
-
بعد التصريح المحبط.. الصحة العالمية تبشر بلقاحين
-
قريبا.. مشروع سعودي ينتج الكهرباء بأقل تكلفة
[ad_2]