[ad_1]
بسبب اتفاقية قاسية.. انهارت إحدى أعظم الإمبراطوريات
يوم 28 من شهر يوليو 1914، عاش العالم على وقع إعلان إمبراطورية النمسا المجر الحرب على صربيا بعد مضي شهر واحد على حادثة سراييفو التي راح ضحيتها ولي عهد النمسا، فرانز فرديناند، وزوجته صوفي. وتزامناً مع ذلك، لم تتردد الإمبراطورية الروسية في الوفاء بوعودها المقدمة لصربيا فأعلنت الحرب على النمسا بعد أن أشار الإمبراطور الروسي، نيقولا الثاني، في وقت سابق لنفسه بحامي الشعوب السلافية ليدخل العالم على إثر ذلك دوامة الحرب العالمية الأولى عقب تفعيل سياسة التحالفات القائمة بين مختلف القوى الأوروبية.
وفي خضم الحرب، قدّم الجيش النمساوي مردودا سيئا وتلقى العديد من الهزائم على يد الروس والإيطاليين واضطر غالبا للاستعانة بالألمان للحفاظ على جانب من توازنه. وبعد 4 سنوات من القتال خسرت خلالها ما يزيد عن 3 ملايين شخص بين قتيل وجريح ومفقود، شهدت إمبراطورية النمسا المجر تقلبات سياسية هامة بلغت أوجها عقب معركة فيتوريو فينيتو (Vittorio Veneto) التي تكبد خلالها النمساويون هزيمة ثقيلة ومذلّة على يد الإيطاليين.
إلى ذلك، لجأ النمساويون لتوقيع معاهدة استسلامهم وخروجهم من الحرب مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1918 واضعين بذلك مصيرهم في يد الحلفاء خاصة مع تنازل الإمبراطور كارل الأول (Charles I) عن الحكم وإعلان قيام الجمهورية.
وبعد أشهر من المفاوضات التي تم إقصاؤهم منها، وجد النمساويون، بقيادة المستشار كارل رينر (Karl Renner)، أنفسهم مجبرين يوم 10 أيلول/سبتمبر 1919 على توقيع معاهدة سان جرمان قرب باريس بفرنسا التي أقرت تغييرات جغرافية هامة فأمرت بتفكيك إمبراطورية النمسا المجر وأجبرت النمساويين على الإقرار بمسؤوليتهم عن اندلاع الحرب العالمية الأولى والاعتراف باستقلال كل من بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا ومملكة يوغوسلافيا السابقة.
وبناء على ما جاء بمعاهدة سان جرمان التي دخلت حيز التنفيذ يوم 16 تموز/يوليو 1920، خسرت إمبراطورية النمسا المجر السابقة نحو 60% من أراضيها فانتقلت أراضي التاج البوهيمي، التي ضمت أساساً بوهيميا ومورافيا، نحو تشيكوسلوفاكيا حديثة النشأة وقسّمت أراضي سيليزيا النمساوية بين كل من التشيكوسلوفاكيين والبولنديين، كما حصلت جمهورية بولندا على أراضي مملكة غاليسيا ولودميريا التي سيطرت عليها النمسا منذ عام 1772.
أيضا، حصلت مملكة رومانيا على منطقة بوكوفينا وانتقلت أراضي مملكة دالماسيا السابقة ودوقية كارنيولا وستيريا السفلى نحو مملكة اليوغوسلافيين وجرّدت إمبراطورية هابسبورغ التاريخية، أي النمسا، من مستعمرتها الوحيدة بتيانجين التي أعيدت للصين. من جهة أخرى، اقتطعت إيطاليا جانبا من أراضي النمسا السابقة فحصلت على كل من جنوب التيرول وإستريا وتريستي ليجد بذلك مئات آلاف السكان الناطقين باللغة الألمانية أنفسهم داخل حدود إيطاليا.
وإضافة لكل ذلك، أجبرت النمسا على إعادة العديد من التحف الفنية والأثرية، التي كانت مملوكة في وقت سابق للعائلة الحاكمة، لأصحابها من الشعوب الأخرى كما منع النمساويون من إجراء وحدة اقتصادية أو سياسية مستقبلية مع ألمانيا دون المرور بمنظمة عصبة الأمم حديثة النشأة.
وعلى الصعيد العسكري، ألغت معاهدة سان جرمان الخدمة الإجبارية بالنمسا وحدّت من تعداد الجيش، حيث أجبر المنتصرون الأخيرة على تكوين جيش من المتطوعين لا يتجاوز تعداده 30 ألف عسكري.
وبفضل كل هذه البنود، عرفت إمبراطورية النمسا المجر التاريخية نهايتها حيث تقلّصت مساحتها وتعداد سكانها بشكل لافت للانتباه فوجد كثير من الناطقين باللغة الألمانية أنفسهم بدول أخرى، كما عانت جمهورية النمسا الجديدة من نقص فادح في الموارد الطبيعية فأصبحت عاجزة عن تحقيق أي تقدم يذكر.
إعلانات
الأكثر قراءة
-
فيديو مروع.. سحلوه وعلقوه جثة وسط بغداد
-
زوجة البشير خلف القضبان..قصة وداد المتهمة بنهب الملايين
-
تركيا تتأكد من عناوين السوريين.. وترحل مقلقي الراحة
-
دعمت حزب الله..عقوبات أميركية على شخصيات وشركات لبنانية
-
دبي تعلن موعد بدء خدمة تاكسي دبي الجوي.. وهذه مواصفاته
-
لقطات مروعة.. اعتداء وحشي ضد طفل ارتدى قبعة ترمب 2020
[ad_2]