تحت إشراف المستشار عبد الراضي صِدِّيق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، فتحت النيابة الإدارية بأسيوط تحقيقًا عاجلًا في وفاة توأم حديثي الولادة، وذلك إثر شكوى تقدم بها أحد المواطنين بشأن الإهمال الطبي الذي تعرض له في مستشفى بمحافظة أسيوط. وقد أمرت النيابة بإجراء معاينة شاملة للمستشفى ومراجعة السجلات الطبية للتحقق من صحة الشكوى.
تفاصيل الواقعة
الشكوى التي تلقتها النيابة الإدارية، في 4 نوفمبر 2024، من المواطن المقيم في مركز “أبنوب” بمحافظة أسيوط، تتعلق بحالة زوجته التي دخلت المستشفى بعد أن تعرضت لأعراض الولادة المبكرة. على الرغم من تحويلها للمستشفى بتوجيهات من الطبيب المتابع لحالتها، إلا أن الإهمال الطبي من قبل الأطباء وطاقم التمريض أدى إلى تداعيات خطيرة. فقد تم استخراج الجنين الثاني دون مراعاة للأصول الطبية، ولم يتلق التوأم الرعاية الصحية اللازمة بعد الولادة.
الإهمال الطبي وعدم الرعاية الكافية
تم وضع التوأم في حضانة للأطفال المبتسرين لمدة يومين دون تقديم الرعاية الكافية، ما دفع الوالد إلى نقلهما إلى مستشفى آخر في محاولة لإنقاذ حياتهما. لكن للأسف، فشلت محاولات إنقاذ الطفلين وفارقا الحياة. وكانت هذه الحادثة قد أثارت استياءً كبيرًا لدى المواطنين ودفعتهم إلى المطالبة بتحقيق شامل في الواقعة.
فتح التحقيقات
بناءً على شكوى المواطن، أمرت المستشارة فاطمة عثمان، مدير النيابة، بفتح تحقيق عاجل في القضية. وتم تشكيل فريق تحقيق من قبل المستشار عبد القادر عبد الرحمن، الوكيل العام، ومحمد يوسف، رئيس النيابة، وعلي مصطفى، رئيس النيابة، للانتقال إلى المستشفى المعنية، حيث جرى فحص السجلات الطبية وتذكرة المريضة وتحقيق مع الأطباء والطاقم الطبي المسؤول.
كما تم استدعاء عدد من المسؤولين، بما في ذلك مدير إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة في أسيوط، واستشاريين في مجالات النساء والولادة والأطفال، وذلك للتحقيق بشكل موسع حول كيفية وقوع الإهمال الطبي وتحديد المسؤوليات.
نتائج التحقيقات
الفريق المكلف بالتحقيق قام بمعاينة المستشفى بشكل شامل، واطلع على كافة السجلات الطبية المتعلقة بالواقعة. كما تم سؤال عدد من الأطباء والموظفين في المستشفى، بالإضافة إلى التحفظ على تذكرة دخول زوجة الشاكي التي تحتوي على التقارير الطبية الخاصة بها.
الخطوات المقبلة
التحقيقات مستمرة في هذه القضية لمعرفة المتسببين في وفاة التوأم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين. كما يجري استكمال التحقيقات مع المسؤولين في مديرية الصحة بأسيوط بشأن الإجراءات المتخذة في هذه الواقعة.
ختامًا
تعتبر هذه الحادثة تذكيرًا مؤلمًا لأهمية ضمان تقديم الرعاية الطبية اللازمة في كافة المرافق الصحية، خاصة في حالات الولادة والمستشفيات التي تتعامل مع الأطفال حديثي الولادة. وفيما يواصل جهاز النيابة الإدارية تحقيقاته، ينتظر المجتمع المدني والأسرة المصرية نتائج التحقيقات لمعرفة المسؤولين عن هذه الفاجعة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حياة المواطنين وصحتهم.