استقرت أسعار الذهب عالميًا في بداية تداولات يوم الجمعة 15 نوفمبر 2024، لكن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الذهب قد يشهد أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من ثلاث سنوات. يعكس هذا الوضع قوة الدولار الأمريكي، فضلاً عن تماسك معدلات التضخم في الولايات المتحدة، مما يخلق حالة من عدم اليقين بشأن السياسة النقدية المستقبلية.
في صباح اليوم، تراوحت أسعار أونصة الذهب بين 2554 و2571 دولارًا، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها في شهرين عند 2536 دولارًا في اليوم السابق، بحسب تحليل “جولد بيليون”. يُتوقع أن يسجل الذهب انخفاضًا بنسبة 4.4% هذا الأسبوع، وهو أكبر انخفاض منذ يونيو 2021. هذه التراجعات تأتي بعد أن وصل الذهب إلى أعلى مستوى تاريخي له في وقت سابق من هذا العام عند 2790 دولارًا للأونصة.
يرتبط التراجع الأخير في أسعار الذهب بشكل رئيسي بقوة الدولار الأمريكي، الذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، خاصة عقب فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية. هذا الصعود في قيمة الدولار جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما أدى إلى تقليص الطلب على المعدن الأصفر وبالتالي انخفاض سعره.
إضافة إلى ذلك، تساهم السياسة النقدية الأمريكية المتوقعة في تشديد الأوضاع الاقتصادية. مع إدارة ترامب، يُتوقع أن تشهد الولايات المتحدة سياسات مالية وضريبية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وهو ما يعقد قدرة البنك الفيدرالي على الاستمرار في خفض أسعار الفائدة. وقد أشار جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن البنك قد يتبنى نهجًا أكثر حذرًا في خفض الفائدة، خاصة في ظل النمو الاقتصادي المطرد وسوق العمل القوية.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات التضخم في الولايات المتحدة تزايدًا طفيفًا في معدلات الأسعار، مما يزيد من التحديات أمام البنك الفيدرالي. على الرغم من وجود احتمالات لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن الأسواق تبدو أكثر اقتناعًا بأن السياسة النقدية قد تشهد صعوبة في التكيف مع الأوضاع المستقبلية.
وفي الصين، تراجع الطلب على الذهب في أكتوبر بنسبة 6%، وهو ما يعكس انخفاضًا في المبيعات نتيجة لارتفاع الأسعار. رغم ذلك، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب الصينية ارتفاعًا كبيرًا في حجم الأصول، ما يشير إلى استمرار الاهتمام بالذهب كملاذ آمن.
في الختام، يُتوقع أن يستمر الذهب في التذبذب تحت تأثير العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية، مع تزايد الضغوط على سعره بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي وارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة. ومع تولي ترامب إدارة البيت الأبيض، قد تشهد أسواق الذهب مزيدًا من التقلبات في ظل الغموض الذي يحيط بالسياسات الاقتصادية الأمريكية.