في زيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من 11 عامًا، وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء أمس إلى القاهرة على رأس وفد رسمي، للمشاركة في الدورة الحادية عشرة لقمة مجموعة الدول الإسلامية النامية “دي 8”. الزيارة تحمل دلالات سياسية واقتصادية مهمة على مستوى العلاقات بين إيران ومصر، وعلى مستوى التعاون بين الدول الإسلامية عمومًا.
أهداف الزيارة ومحاورها
قبيل مغادرته طهران، صرح الرئيس بزشكيان بأن هذه القمة تشكل فرصة لتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية، داعيًا إلى تجاوز الخلافات لتحقيق المصالح المشتركة. وأوضح أن جدول أعمال الزيارة يشمل مناقشة قضايا محورية مثل القضية الفلسطينية، والأوضاع في غزة ولبنان، إضافة إلى بحث سبل تقوية العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين الدول الأعضاء.
وأكد بزشكيان أن إيران، كعضو فاعل في مجموعة “دي 8″، ترى في هذه الاجتماعات فرصة لتقريب وجهات النظر بين الدول الإسلامية وتعزيز التعاون الثقافي والسياسي بينها.
دلالات المشاركة الإيرانية في القمة
زيارة الرئيس الإيراني إلى القاهرة تأتي في سياق دولي وإقليمي حساس، حيث تواجه الدول الإسلامية تحديات سياسية وأمنية متزايدة، أبرزها العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، والاضطرابات الاقتصادية العالمية.
الخطاب الإيراني في القمة يركز على أهمية العمل المشترك بين الدول الإسلامية لإحباط “مؤامرات الأعداء”، وفق تصريحات بزشكيان. ومن المتوقع أن تستعرض إيران مبادرات جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي داخل المجموعة، مثل مشاريع الطاقة، والاستثمار المشترك، والتبادل الثقافي.
مصر بوابة للتعاون الإقليمي
استضافة مصر لهذه القمة تعكس دورها المحوري في العالم الإسلامي، وسعيها لتعزيز موقعها كجسر للتواصل بين الدول الإسلامية المختلفة. من جهة أخرى، تعد زيارة الرئيس الإيراني فرصة لإعادة بناء العلاقات المصرية-الإيرانية، التي شهدت جمودًا لعقود، ما قد يسهم في خلق بيئة أكثر إيجابية للتعاون الإقليمي.
التطلعات من قمة “دي 8”
مجموعة الثماني الإسلامية النامية، التي تأسست عام 1997، تهدف إلى تعزيز التعاون بين أعضائها في مجالات الاقتصاد والتنمية، وتضم دولًا مثل تركيا، إندونيسيا، نيجيريا، وباكستان. القمة الحالية تسعى إلى مواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك الأمن الغذائي، تغير المناخ، والتجارة البينية.
خاتمة
الزيارة الإيرانية للقاهرة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الإسلامي، وتؤكد على أهمية الحوار بين الدول الأعضاء في مجموعة “دي 8”. يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن هذه القمة من تجاوز التحديات الراهنة وتحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع؟
التقارب بين الدول الإسلامية قد يكون السبيل لمواجهة التحديات الدولية الراهنة، ودعم قضايا الأمة الإسلامية على مختلف الأصعدة.