[ad_1]
لجعله مستقيماً.. هكذا كاد دكتاتور أن يدمر برج بيزا المائل
يصنّف برج بيزا المائل كأحد أهم رموز إيطاليا، فسنويا يقبل نحو 5 ملايين سائح لمشاهدة هذا المعلم التاريخي الفريد من نوعه الذي صمد لقرون أمام العوامل الطبيعية. وقد بدأت أشغال بناء هذا البرج ما بين عامي 1172 و1173 حيث سعت جمهورية بيزا (Republic of Pisa) حينها لتخليد إنجازاتها العسكرية ومنافسة جمهورية البندقية (Republic of Venice) من حيث المعمار، فأمرت بتشييد مركب ديني كامل يضم كاتدرائية ومكانا مخصصا للتعميد ومقبرة وبرج جرس عرف لاحقا ببرج بيزا المائل.
وبسبب الأرضية الرطبة المليئة بالمياه والأسس الرديئة، بدأ برج بيزا بالميلان منذ اكتمال الطابق الأول منه ومع تواصل الأشغال واصل الجزء الغربي منه الغرق داخل الأرض. واكتملت أشغال بناء برج بيزا سنة 1372، أي بعد ما يقارب القرنين من بدايتها، فتجاوز طوله 55 مترا وقدّر وزنه بنحو 14500 طنا ومع مرور السنين استقرت درجة ميلانه في حدود 3.99 درجة.
في الأثناء، لم يرق منظر برج بيزا المائل للجميع. فمع بلوغه لسدة الحكم بإيطاليا عقب مسيرة الزحف على روما سنة 1922، حمل الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني (Benito Mussolini) نظرة مختلفة لهذا المعلم التاريخي حيث اعتبره الفاشيون عارا مخجلا وصورة مشينة لإيطاليا تدل على اعوجاج البلاد بأكملها في نظر الأعداء، ووصفوه بالخطأ المعماري الفادح. وأمام هذا الوضع، حمل بينيتو موسوليني على عاتقه مهمة إصلاح برج بيزا المائل فاتجه الأخير بذلك لإنجاز مشروع شبيه بمشروع تجفيف سبخات بونتين جنوبي روما الذي أمر به حينها للقضاء على انتشار الملاريا وإنشاء مدن جديدة.
وفي سنة 1934، باشر المهندسون الإيطاليون، عقب حصولهم على موافقة بينيتو موسوليني، بحفر أكثر من 300 ثقب قرب برج بيزا المائل لبلوغ أسسها وضخ مئات الأطنان من الملاط، الذي كان خليطا من الإسمنت والماء والتراب، بها أملا في إعادة البرج لوضعه العمودي الطبيعي. في الأثناء، عرف هذا المشروع فشلا ذريعا حيث غاصت أجزاء إضافية من قاعدة برج بيزا بالأرض عقب تزايد وزنها لتتسبب بذلك في زيادة درجة ميلانه.
ولم تتوقف معاناة برج بيزا المائل مع الفاشيين عند هذا الحد. ففي خضم الحرب العالمية الثانية، كاد البرج يدمر عن طريق القصف. فأثناء تقدمهم بالأراضي الإيطالية، تلقى الجنود الأميركيون تعليمات باستهداف المباني التي يستخدمها الجنود الألمان المتمركزون بإيطاليا. وبالتزامن مع ذلك، استغل النازيون طول برج بيزا المائل فاستخدموه كمركز لمراقبة تحركات الحلفاء.
وللوهلة الأولى، كان البرج ضمن أهداف الأميركيين. لكن مع حلولهم على عين المكان، أعجب الجنود الأميركيون بجمال برج بيزا المائل والكاتدرائية وبقية مكونات المركب الديني الموجود بميدان المعجزة المعروف أيضا ببيازا داي ميراكولي (Piazza dei Miracoli). وأمام هذا الوضع رفض أحد المسؤولين العسكريين الميدانيين الإستعانة بالمدفعية لتدمير المكان مفضلا الحفاظ على هذا المعلم التاريخي.
[ad_2]