[ad_1]
رفض الموت على جبهة القتال.. قصة جندي أعدمته أميركا
عقب هجوم بيرل هاربر الذي أودى بحياة أكثر من ألفي جندي أميركي يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941، لم تتردد الولايات المتحدة في إعلان الحرب على اليابان، مسجلة بذلك دخولها بشكل رسمي لغمار الحرب العالمية الثانية.
وفي خضم هذا النزاع العالمي الذي أودى بحياة ما يزيد عن 60 مليون شخص، عانى الجيش الأميركي، كغيره من الجيوش الأخرى، من مشكلة فرار عدد من الجنود من الخدمة وتركهم لمواقعهم دون إذن، حيث خضع نحو 21 ألف جندي لمحاكمات عسكرية ونالوا أحكاماً مختلفة بلغت حد الإعدام لـ49 منهم. ومن ضمن المحكومين بالإعدام، كان إيدي سلوفيك (Eddie Slovik) أتعسهم حظاً، حيث كان الجندي الوحيد الذي نفّذ في حقه الحكم فأعدم رمياً بالرصاص خلال سنوات الحرب العالمية الثانية وصنّف كأول جندي أميركي أعدمته بلاده منذ فترة الحرب الأهلية.
التحق سلوفيك بالجيش الأميركي كجندي متطوع عام 1944 فتدرب على حمل السلاح قبل أن ينضم لفرقة المشاة الثامنة والعشرين وينطلق خلال شهر آب/أغسطس من نفس السنة نحو الأراضي الفرنسية للالتحاق بكتيبته التي عانت من خسائر فادحة في خضم قتالها ضد الجيش الألماني.
وخلال إحدى المعارك، تاه مع أحد زملائه ليجد نفسه لدى إحدى الفرق العسكرية الكندية. فمكث لديها لحدود يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 1944 قبل أن يسلم للشرطة العسكرية الأميركية ويلتحق مجدداً بكتيبته التي تواجدت حينها قرب منطقة إلزنبورن (Elsenborn) ببلجيكا. ومع عودته لموقعه، لم يتعرض سلوفيك لأية تبعات عدلية، إلا أنه عبّر عن خوفه الشديد من حمل السلاح والعمل ضمن فرق المشاة، مؤكداً أنه لن يتردد في الهرب بحال أجبر على القتال في الجبهة.
إلى ذلك، تجاهل الجميع تصريحات سلوفيك الذي لجأ في اليوم التالي لتوقيع رسالة كتبها بنفسه وعد من خلالها بالهرب والفرار من أرض المعركة في حال أجبر على حمل السلاح والقتال على الجبهة. وعلى الرغم من نصائح أحد المسؤولين بفرقة المشاة 28، رفض هذا الجندي التراجع مؤكداً على استعداده لتحمل عواقب ما اعترف به.
من جهة ثانية، مثلت هذه الحادثة واقعة غريبة بالفرقة رقم 28، حيث اعتاد المسؤولون العسكريون بها على قيام الجنود بإطلاق النار على أطرافهم للعودة إلى الديار أو فرارهم مباشرة من المعارك وتخييرهم لعقوبات السجن على الموت بالجبهة. وأمام هذا الوضع، عرض القائمون على فرقة المشاة 28 على سلوفيك التوجه فوراً نحو الجبهة لمؤازرة زملائه وتجنب المحاكمة العسكرية، إلا أنه رفض ذلك مؤكداً عدم رغبته بالموت على جبهة القتال.
واعتقل سلوفيك ليمثل لاحقاً أمام محكمة عسكرية تكونت من 9 أعضاء وأصدرت في حقه حكماً بالإعدام رمياً بالرصاص يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1944 عقب مشاورات استمرت لساعتين.
طيلة الفترة التالية، رفضت المحكمة تخفيف الحكم الصادر في حق إيدي سلوفيك، معتبرة أنه تحدى سلطات الولايات المتحدة ودعت لإعدامه لجعله عبرة للآخرين.
إلى ذلك راسل الجندي قائد قوات الحلفاء الجنرال دوايت أيزنهاور أملاً في النجاة بحياته، لكن جهوده كللت بالفشل حيث تزامنت قضيته مع فترة معركة الثغرة التي خسر خلالها الأميركيون آلاف الجنود. وبطريقة لافتة للانتباه رفض أيزنهاور الصفح عن إيدي وأيّد حكم إعدامه.
ويوم 31 يناير/كانون الثاني 1945، أعدم سلوفيك، البالغ من العمر 24 عاماً، رمياً بالرصاص شرق فرنسا ليدخل بذلك التاريخ ويصبح الجندي الأميركي الوحيد الذي أعدمته بلاده طيلة فترة الحرب العالمية الثانية.
إعلانات
الأكثر قراءة
-
محامي الخاطفة التي شغلت السعوديين يفجر مفاجأة عن ولديها
-
بعد قطعه لأذان الحرم المكي.. ملا يوضح ما جرى ويطمئن
-
كممت فمه في حياته.. هكذا عوضت ووهان مكتشف كورونا بعد
-
السعودية.. تفاصيل جديدة من الخنيزي شقيق المختطف منذ
-
جديد المعلمة المصرية المتهمة بقضية وفاة طالب كويتي
-
السعودية.. القبض على امرأة اختطفت طفلين قبل 20 عاماً
[ad_2]