فيما لا تزال منظمة الصحة العالمية، كما العديد من الخبراء حول العالم، يتوقعون موجات أخرى لفيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 5 ملايين و800 ألف إنسان حتى الآن، كشفت دراسة جديدة أن عدد الأشخاص المصابين بكوفيد 19 دون ظهور أعراض ربما يكون أعلى بكثير مما يُعتقد، بحسب ما نشره موقع WebMD الأميركي، نقلا عن مجلة Thorax.

وبينت أن أكثر من 80% ممن ثبتت إصابتهم بالعدوى لم تظهر عليهم أي أعراض. وقال آلان سميث، رئيس تحرير مشارك في Thorax، معقبًا في مدونة ذات صلة، إن النتائج ربما تكون مهمة خاصة مع بدء خطوات تخفيف قيود الحجر الصحي والإغلاق، وتسلط الضوء على الحاجة إلى بيانات دقيقة حول عدد الأشخاص المصابين في جميع أنحاء العالم.

هذا وركزت الدراسة على سفينة كانت تقل على متنها 128 راكبا و95 من أفراد الطاقم غادروا الأرجنتين في منتصف مارس في رحلة مدتها 21 يوما في القطب الجنوبي، حيث بدأت الرحلة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المُستجد جائحة عالمية.

فيما لم يُسمح للركاب، الذين تواجدوا في الأسابيع الثلاثة السابقة في بلدان كانت فيها معدلات مرتفعة من الإصابات بمرض كوفيد-19 بالصعود إلى الرحلة البحرية. وتم قياس درجة حرارة باقي الركاب الذين سُمح لهم بالصعود قبل المغادرة، وتم نشر العديد من وسائل تعقيم الأيدي في مختلف أرجاء السفينة، خاصة في غرفة الطعام.

وبعد الإبلاغ عن أول حالة حمى في اليوم الثامن من الرحلة، تم تنفيذ تدابير مكافحة العدوى على الفور، بما في ذلك حصر الركاب في مقصوراتهم واستخدام كافة أفراد طاقم السفينة لأدوات ومعدات الحماية الشخصية عند التواصل مع الركاب المرضى.

هذا ووصلت السفينة إلى أوروغواي في اليوم 13، حيث تم طلب إجلاء طبي لثمانية من الركاب وأفراد الطاقم، إلى المستشفى بسبب المعاناة من مشاكل بالجهاز التنفسي المرتبطة بمرض كوفيد-19.

وفي اليوم 20، تم إجراء اختبار فحص كورونا لجميع الركاب والطاقم الـ217 المتبقين، وجاءت النتائج إيجابية لـ59% منهم، ولكن لم تظهر أعراض على 81% ممن ثبتت إصابتهم.

هذا وتشير النتائج إلى أنه من المرجح أن معدلات الإصابة بفيروس كورونا على رحلات السفن السياحية “يتم التقليل من شأنها بشكل كبير”، وأنه يجب مراقبة الركاب بعد مغادرة السفن للحد من خطر انتشار الفيروس في المجتمع.

وقال الباحثون أيضًا إن المعدل المرتفع المحتمل للنتائج السلبية الكاذبة، التي تم الحصول عليها باستخدام اختبارات مسحة PCR الحالية، يشير إلى الحاجة لإدراج مزيد من الاختبارات للتأكد من دقة النتائج.

كما أوضح سميث، في مدونته الخاصة، إنه “من الصعب العثور على تقديرات موثوقة تتضمن عددا دقيقا لمرضى كوفيد-19 الذين لا تظهر عليهم أعراض”، مشيرا إلى أن معدل 1% الذي رجحته منظمة الصحة العالمية في أوائل مارس وهو ما يعد أقل بكثير من النسب على متن السفينة السياحية التي تناولتها هذه الدراسة.

وشدد على أنه “مع اعتزام الكثير من الدول تخفيف قيود الإغلاق ورفع تدريجي للحظر، فإن نسبة عالية من المصابين بدون أعراض ستعني أن نسبة أعلى بكثير من السكان ربما تكون عرضة للإصابة بالعدوى بفيروس كورونا”.

وخلص إلى أنه سواء كان الأشخاص المصابون بالعدوى محصنين ضد فيروس كورونا أم لا، فإن النتائج تؤكد الحاجة الملحة إلى بيانات عالمية دقيقة حول عدد المصابين.