[ad_1]
أسس البلد وكتب وثيقة استقلالها.. فخرب أميركيون تماثيله!
في وقت تفجّرت فيه الاحتجاجات ضد العنصرية في أميركا إثر مقتل جورج فلويد، عادت شخصية توماس جيفرسون، المصنف ضمن قائمة أهم الآباء المؤسسين للبلاد إلى الواجهة مجدداً، وشكك كثيرون في تاريخه، مؤكدين أنه امتلك عبيداً، وجسّد العبودية، غافلين عن دوره الهام في تأسيس الولايات المتحدة الأميركية.
فخلال صيف عام 1776، أوكل الكونغرس القاري الثاني لتوماس جيفرسون (Thomas Jefferson) مهمة إعداد وثيقة بيان يبرر سبب رحيل المستعمرات الثلاثة عشر وانفصالها عن بريطانيا. في الأثناء، كان جيفرسون عضوا في لجنة تكونت من 5 أفراد، هم جون أدامز عن ولاية ماساتشوستس، وبنجامين فرانكلن عن بنسلفانيا، وروبرت ليفنغستون عن نيويورك، وروجر شيرمان عن كونيتيكت.
وقد حرر توماس جيفرسون مسودة هذا الإعلان وأضاف إليها ملاحظات واقتراحات الآخرين.
أثناء تلك الفترة، ظن الجميع أن هذه المسودة التي عرفت بوثيقة الاستقلال، هي عمل جماعي، واضطر جيفرسون لانتظار تسعينات القرن الثامن عشر ليعترف به الجميع محرراً رئيسياً لوثيقة الاستقلال.
من هو؟
ولد توماس جيفرسون عام 1743 لعائلة مرموقة بولاية فرجينيا ودرس بمعهد وليام وماري وليامسبورغ (William and Mary in Williamsburg).
بدأ بممارسة المحاماة عام 1767، وبعد عا واحد، غدا جيفرسون مرشحا لعضوية مجلس بورغيسيس التشريعي بفرجينيا، ودخل بذلك الحياة السياسية أثناء فترة تميزت بتنامي المعارضة لسياسة الضرائب البريطانية بالمنطقة. وعام 1772، تزوّج الأخير من مارثا وايليز سكيلتون (Martha Wayles Skelton) فوسّع بذلك ممتلكاته من الأراضي و العبيد.
سنة 1774، كتب جيفرسون عن الحقوق بالمستعمرات البريطانية بأميركا ونقد ارتباط المستعمرات الثلاثة عشر بالتاج البريطاني فكسب بذلك شعبية بفرجينيا وتحوّل لأحد أهم رموز الاستقلال.
فيما تزامن قدوم ربيع عام 1775 مع اندلاع المواجهات بين الميليشيات القارية والقوات البريطانية بلكسنغتون وكونكورد، حيث أرسل مشرّعو فرجينيا توماس جيفرسون كممثل لهم للكونغرس القاري الثاني بفيلادلفيا، فانضم جيفرسون البالغ من العمر 33 عاما للكونغرس واستغل مواهبه في الكتابة والمراسلة لدعم قضية الاستقلال التي حظيت حينها بدعم 8 من المستعمرات الثلاثة عشر خاصة مع ظهور إعلان ريتشارد لي.
وثيقة إعلان الاستقلال
وفي يوم 11 حزيران/يونيو 1776، شكل الكونغرس لجنة من 5 أفراد ضمت كل من جون أدامز، وبنجامين فرانكلن، وروبرت ليفنغستون، وروجر شيرمان، وتوماس جيفرسون وقد أوكلت للأخير، الذي حل في وقت سابق رفق 3 من عبيده بفيلادلفيا خلال فترة سبقت بتسعين عاماً إجهاض العبودية، مهمة إعداد الوثيقة التي عرفت فيما بعد بوثيقة إعلان الاستقلال.
وعلى حسب ما دوّنه جيفرسون الذي شغل مناصب مرموقة كسفير بلاده بفرنسا، وأول وزير خارجية بأميركا، وثالث رئيس بتاريخ بلاده، ضغط الجميع عليه لكتابة مسودة إعلان الاستقلال فقبل بذلك وراجع كل من أدامز وفرانكلن قبل عرضها على اللجنة كما أعد وثيقة نهائية محسّنة وعرضها على الكونغرس.
كلمات خالدة نبذت العبودية
وتضمن ما كتبه جيفرسون نقدا لما اعتبره مظالم التاج البريطاني، قدّم فيها كلمات خالدة تحدّث من خلالها عن مولد جميع البشر سواسية ومتساوين وامتلاكهم لحقوق أساسية غير قابلة للتصرف ولا تتجزأ.
لاحقا، اقتبس الفرنسيون عقب ثورتهم نص إعلان حقوق الإنسان والمواطن مما كتبه جيفرسون عام 1776.
وفي يوم 1 تموز/يوليو 1776، اجتمع الكونغرس وأقر اعلان ريتشارد لي، حيث وافقت عليه 12 مستعمرة من المستعمرات الثلاثة عشر.
في الأثناء، اتجه الجميع لمراجعة ما جاء به توماس جيفرسون لحدود ساعة مبكرة من يوم 4 تموز/يوليو، وحذفوا خمس ما كتبه جيفرسون وحافظوا على الأسس الرئيسية به وأقروه، أي وثيقة إعلان الاستقلال، بشكل رسمي خلال نفس ذلك اليوم.
وقد وافق ووقع حينها جميع ممثلي المستعمرات الثلاثة عشر على ما كتبه توماس جيفرسون.
ليس هذا فقط!
لم تتوقف إنجازات جيفرسون عند هذا الحد. فإضافة للمناصب الهامة التي شغلها زمن الرئيس جورج واشنطن، انتخب توماس جيفرسون ليشغل منصب ثالث رئيس بتاريخ البلاد وفاز بولايتين رئاسيتين متتاليتين، وأثناء عهده ضاعفت الولايات المتحدة الأميركية مساحتها عقب صفقة شراء لويزيانا الفرنسية التي أبرمت مع نابليون بونابرت عام 1803 كما تمكّن أيضا جيفرسون من الحفاظ على حياد بلاده أثناء فترة الحروب النابليونية.
مقابل هذا التاريخ الزاخر والحافل بالإنجازات، أثارت شخصية توماس جيفرسون بعض الانتقادات بالقرون التالية بسبب امتلاكه للعبيد، خلال فترة سبقت إجهاض العبودية، وعلاقته بإحداهن والتي تدعى سالي هيمنجز (Sally Hemings) التي تحدّث كثيرون عن إنجابه أطفالاً منها.
إعلانات
الأكثر قراءة
-
جريمة روعت مصر.. دبر مكيدة للتخلص من زوجته
-
كيف مات “نهر العراق الثالث”؟.. عائلة راضي تكشف المستور
-
السلاح يتدفق إلى ليبيا.. ونائب أردوغان: نسطر التاريخ
-
الوفاق تتمسك بسرت.. وتركيا تشترط انسحاب حفتر للهدنة
-
“الأهلي التجاري” يوقع اتفاقية إطارية لدراسة الاندماج
-
غموض حول حالة رجاء الجداوي.. فهل فقدت الوعي؟
[ad_2]