تساؤلات عدة أثيرت بشأن الهجمات السيبرانية المحتملة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، وسط قلق متزايد من تأثير هذه الهجمات على نزاهة العملية الانتخابية. لكن وكالة الأمن السيبراني الأمريكية (CISA) طمأنت المواطنين والمرشحين على حد سواء، حيث أكدت في تصريحات رسمية أنها لم ترصد أي تهديدات خطيرة للبنية التحتية للانتخابات حتى الآن. وقالت الوكالة إنها “لا تتعقب حاليا أي حوادث كبيرة على مستوى البلاد”، وهو ما يبشر بمستوى أمان عالي خلال التصويت.
نظام الانتخابات الأمريكية
النظام الانتخابي الأمريكي يعد واحداً من الأنظمة الأكثر تعقيداً في العالم. فالرئيس الأمريكي لا يتم انتخابه مباشرة من قبل المواطنين، بل يتم من خلال عملية غير مباشرة تُعرف باسم “المجمع الانتخابي” (Electoral College). هذا النظام، الذي تم إدخاله من قبل الآباء المؤسسين للولايات المتحدة في الدستور، يهدف إلى إيجاد حل وسط بين انتخاب الرئيس عبر تصويت الكونغرس وبين الانتخابات الشعبية المباشرة.
يتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوباً، ولفوز أحد المرشحين بمنصب الرئاسة، يتعين عليه الحصول على أغلبية 270 صوتاً. ويتم تخصيص عدد الأصوات الانتخابية لكل ولاية بناءً على عدد أعضاء الكونغرس الذين تمثلهم، ويضاف إليها ثلاثة أصوات من مقاطعة كولومبيا. بالإضافة إلى ذلك، في معظم الولايات، يحصل المرشح الذي يفوز بأعلى عدد من الأصوات الشعبية في تلك الولاية على جميع أصوات المجمع الانتخابي الخاصة بها، باستثناء ولايتي مين ونبراسكا اللتين تتبعان نظام تقسيم الأصوات حسب النسب.
الحفاظ على أمن الانتخابات
في ظل هذه التعقيدات، تظل أمان الانتخابات جزءاً أساسياً من عملية الانتخابات الرئاسية. الحكومة الأمريكية، عبر وكالات مثل CISA، تتابع بدقة أي تهديدات سيبرانية قد تمثل خطراً على نزاهة الانتخابات، بما في ذلك الهجمات المحتملة على أنظمة التصويت أو محاولات تدخل خارجي. وفي هذا السياق، تبذل الحكومة جهوداً مضاعفة لتأمين تلك الأنظمة ضد أي تهديدات، سواء كانت داخلية أو خارجية، بهدف الحفاظ على ثقة المواطنين في نتائج الانتخابات.
إجمالاً، رغم التحديات المحتملة والتهديدات السيبرانية المتزايدة، تبقى الانتخابات الأمريكية محط اهتمام العالم، ويبدو أن الأجهزة الأمنية الأمريكية قد اتخذت الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه المخاطر والتصدي لها.